رشحات فكري وقلمي

40ـ إن الجهاد دورة لقلع حب الراحة

إن من أولى مظاهر حب الدنیا وحب النفس التی یواجهها الإنسان والتی هی حجر عثرة أمامه فی مسار حرکته فی درب الحق، هو حبّ الراحة. إن حب الراحة یجعل الإنسان یتعاجز عن العبادة ولا سیما صلاة اللیل ویجعله یتعاجز عن أداء مختلف تکالیفه الفردیة والاجتماعیة. ولکنه إذا دخل هذا الإنسان فی أجواء صعبة متعبة وفی نفس الوقت کانت هذه الأجواء ممتعة له، عند ذلک تکون هذه الأجواء أفضل فرصة لهذا الإنسان فی سبیل استئصال جذور حب الراحة من قلبه. وجبهة القتال هی تلک الفرصة الثمینة والنادرة التی تحبب التعب والعناء للإنسان وتبغّض له الراحة والدعة. ولهذا کان بعض الشباب فی أیام الدفاع المقدس عندما یرجعون من الجبهة إلى بیتهم، کانوا لا ینامون على فراشهم بل ینامون على الموکیت! ولم یفعلوا ذلک طمعا بالثواب، ولا مواساة مع إخوته المجاهدین، بل بدأ یشعر باحتصار وضیق فی قلبه إذا نام نومة مریحة، بعد ما أنس بالتعب والعناء فی أجواء الجبهة. فأراد أن لا یبعد عن نفسه العناء فی إیام إجازته وتواجده فی المدینة.

هذه قیمة أجوائک التی تعیشها وبالتأکید إنک تعرف قدرها. واعلم أن مئات الآلاف من الشباب الذین لا سبیل لهم إلى هذا التوفیق یغبطونک وینظرون إلیک بحسرات وآهات فلا تنسهم من الدعاء وأشرکهم فی عملک العظیم.

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

39ـ الجهاد یزید إیمان الإنسان بمعارف آیات القرآن

من آثار الزواج هو ازدیاد إیمان الإنسان برازقیة الله سبحانه، إذ تکثر بعد الزواج الأحداث التی یرى الإنسان فیها کیف أن الله یأخذ بیده ویخلصّه من ضیقه، وکیف یرزقه من حیث لا یحتسب وکیف یرزقه عندما تضیق به السبل وتغلق علیه الأبواب ویکاد أن ییأس من کل الأسباب. فإنه عندما یقرأ القرآن ویمرّ من الآیة المبارکة: (وَفِی السَّمَاءِ رِزْقُکُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذاریات/22] یقرأها بإیمان أشد وأقوى مما کان علیه قبل الزواج.

وهکذا الجهاد، فإنه یفهّم الإنسان معنى کثیر من الآیات ولا سیما آیات النصرة الإلهیة. فإذا نزل المؤمن إلى میدان القتال بین الحق والباطل، بعد ذلک لم یعد یقرأ قوله تعالى: (یا أیها الذین آمنوا إن تنصروا الله ینصرکم ویثبت أقدامکم)[محمد/7] بنفس إیمانه السابق، بل یشعر بیقین وإیمان شدید وجدید تجاه هذه الآیة لم یکن یحظى به من قبل. أسأل الله أن یرزقک فی خضم هذا الجهاد إیمانا ویقینا بجمیع المعارف التی تحتاجها فی مسار نصرة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشریف.

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

38ـ علامة الجهاد حب الحسین

إذا قدّم الإنسان شیئا من ماله أو راحته أو جاهه للإمام الحسین علیه السلام یشتدّ حبّه للحسین وتغزر دموع عینه فی البکاء على الحسین علیه السلام. هذا هو أثر أقلّ خدمة یقدّمها الإنسان للإمام الحسین علیه السلام فما بالک بالمجاهد الذی یضحّی بنفسه فی سبیل الحسین علیه السلام، فیا ترى إلى أین یبلغ عشقه وکیف یبکی حینئذ على الحسین علیه السلام؟!

هکذا عُرِف المجاهدون والشهداء، حیث کانوا کثیری البکاء على الحسین علیه السلام فی خنادقهم ومقرّاتهم فی الجبهات، ولا سیّما فی لیلة الهجوم، فکان یفعل اسم الحسین علیه السلام بقلوبهم کما تفعل الشرارة بصندوق البارود. وکانوا یشتاقون بین الحین والآخر لذکر الحسین علیه السلام، فیرجو أحدهم من أخیه المجاهد أن یقرأ علیه بیتا أو أبیاتا حسینیة من محفوظاته، فما إن یبدأ أخوه بأحد الأبیات المعروفة والمحفوظة فی مصاب الحسین علیه السلام، یجهش بالبکاء کالثکلى حینما تذکر ولدها.

فترقب هذا العشق أخی المجاهد فی نفسک وإخوتک ولا تستغرب إذا فاجئک واقتحم قلبک. أسأل الله أن یضاعف حبّک للحسین علیه السلام یوما بعد یوم ویجعل جهادک سببا لتعرّف شعوب العالم على الإمام الحسین علیه السلام.
۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

37ـ ارم ببصرک أقصى القوم

إن مدى الصواریخ والقذائف محدود وقدرتها التدمیریة محدودة أیضا، ولکن بإمکانک أیها المجاهد العزیز أن تطورّها وتضاعف مداها وقدرتها التدمیریة ببصرک ونیّتک، فإن الأعمال بالنیات کما روی عن رسول الله صلى الله علیه وآله، وعلیه فمدى آثار العمل مرهون بمستوى النیّة ورفعتها.

لقد قال أمیر المؤمنین(ع) لابنه محمد بن الحنفیة لمّا أعطاه الرایة یوم الجمل: «إِرْمِ بِبَصَرِکَ أَقْصَى القَومِ» وهذا ما یدلّ على أثر البصر والنیة على نتائج الحرب والمعرکة. فإن کانت قذائفک قد استهدفت داعش، فلا تقتصر علیهم فی بصرک ونیتک، وارم ببصرک أقصى القوم. فبکل طلقة وقذیفة ترمیها على هؤلاء السذّج الأغبیاء، إجعل أمریکا وإسرائیل فی نیتک، وکلما تستهدف مقرّا من مقرّات العدو، استهدف البیت الأبیض ببصرک ونیتک. أعطاک الله دورا بارزا فی هدم البیت الأبیض وقتل أئمة الکفر من رؤساء أمریکا وإسرائیل، وأدخل السرور بک على قلب الزهراء علیها السلام.
۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

36ـ قصص الشهداء من أهم ما یحتاجه المجاهد

إذا أراد شاب عراقی أن یطوّر نفسه فی کرة القدم، لا یتفرج إلى أفلام أبطال العراق وحسب، بل یتابع أبطال العالم أیضا ویتعلم منهم مهما کانت جنسیّتهم. فهو یأخذ أسالیب المراوغة وفنون اللعب وأسالیب التهدیف من مارادونا الأرجنتینی وبیلیة البرازیلی ومسی الأرجنتینی وزین الدین زیدان الفرنسی وأمثالهم من نجوم کرة القدم، بغض النظر عن جنسیتهم وقومیتهم ولون بشرتهم.

وکذلک المجاهد الذی دخل فی معرکة بین الحق والباطل، فهو بحاجة إلى التعرّف على أبطال هذا المیدان والمجاهدین وشهداء الإسلام، مهما کانت جنسیتهم لیقتدی بهم ویقفو أثرهم. لابدّ أن تتعرف أخی المجاهد على قصص الشهداء وروحیّات المجاهدین وأسلوب حیاتهم فی الجبهة. فاستفسر عن أخلاقهم واقرأ عن شجاعتهم واسأل عن بکائهم فی جوف اللیل ومدى أنسهم بالقرآن ومدى علاقتهم بأهل البیت علیهم السلام. فقد جاهد قبلک شباب مؤمنون فی جبهات الحق ضد الباطل فی مختلف بقاع العالم، وقد انتصروا فی حربهم رغما على قلّة عتادهم. فتعرّف أخی المجاهد العزیز على منهجهم وسلوکهم وأخلاقهم وکلماتهم کما تتدرّب على السلاح. أسأل الله تعالى أن یجعلک قدوة لباقی شباب الإسلام وإماما للمتّقین وأن تکون من خیرة أنصار الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشریف.
۱ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

35ـ إن النصر من عند الله

من الحقائق الثابتة فی هذا العالم والتی لابدّ للمجاهد أن یعرفها ویؤمن بها هی أن «النصر من عند الله». إنها معلومة یحتاجها المجاهد کحاجته إلى سلاحه وزمزمیّته. ولهذا عندما أراد أمیر المؤمنین أن یجهّز قلب ولده محمد بن الحنفیة للقتال، خاطبه ببضع کلمات لا یمکن وصفها من شدة روعتها، ثم شدّ على قلبه بذکر هذه الحقیقة فقال: «واعلم أن النصر من عند الله سبحانه».

فإذا أراد الله أن یفهّمک أیّها المجاهد ویفهّم من فی العالم مِن جنرالات ومنظّرین وطواغیت، هذا القانون الثابت الذی عبّر عنه أمیر المؤمنین فی کلمته الخالدة: «واعلم أن النصر من عند الله سبحانه» ماذا یجب أن یفعل؟ لعلّ من أفضل الأسالیب هی أن یفسح المجال لجبهة الباطل أن تدجّج وتجهّز نفسها بأضعاف ما تملکه جبهة الحقّ، ثم تقوم المعرکة بین الجبهتین، وإذا بجبهة الحقّ تنتصر رغما على جمیع الحسابات. 
۱ تعداد التعليقات موافقين ۱ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

34ـ نصف ساعة بس

من باب أن فرض المحال لیس بمحال وعلى غرار بعض القصص والأفلام الخیالیة تصور أن الحکومة تعلن عبر بیان عام موجّه إلى کافة الشعب العراقی، أن من أجل مکافحة حالة التصحر فی العراق والحیلولة دون ظاهرة العجاج التی باتت لا تنفک عن مناخ العراق، قررت الوزارة على حملة جادة لغرس الأشجار على ید أبناء الشعب العراقی،  فمن یقوم  بغرس مئة شجرة فی الأراضی المعدة والمخصصة لذلک، یعطى بیتا بمساحة 200 متر!

ماذا سیحدث عندئذ؟… من الواضح أنه سیصبح أکثر الشعب العراقی فلاحین وسیستعد الکل إلى غرس مئة شجرة لیحصلوا على بیت بمساحة 200 متر، مع أنک تعلم بأنه لو استغرق غرس کل شجرة ربع ساعة على الأقل، فسیحتاج المشروع إلى 25 ساعة من العمل والتعب…

والآن اخرج من عالم الخیال إلى عالم الواقع والحقیقة واقرأ هذه الروایة التی هی نموذج واحد من عشرات الأخبار التی تعدک بأجر کبیر فی مقابل عمل صغیر…

یقول السید بن طاووس: وجدناها بإسناد متصل إلى عبد الله بن عباس قال قال رسول الله ص من صلى یوم الجمعة فی شهر رجب ما بین الظهر و العصر أربع رکعات یقرأ فی کل رکعة الحمد مرة و آیة الکرسی سبع مرات و قل هو الله أحد خمس مرات ثم قال أستغفر الله الذی لا إله إلا هو و أسأله التوبة عشر مرات کتب الله تبارک و تعالى له من یوم یصلیها إلى یوم یموت کل یوم ألف حسنة و أعطاه الله تعالى بکل آیة قرأها مدینة فی الجنة من یاقوتة حمراء و بکل حرف قصرا فی الجنة من درة بیضاء و زوجه الله تعالى من الحور العین و رضی عنه رضا لا سخط بعده و کتب من العابدین و ختم الله تعالى له بالسعادة و المغفرة و کتب الله له بکل رکعة صلاها خمسین ألف صلاة و توجه بألف تاج و یسکن الجنة مع الصدیقین و لا یخرج من الدنیا حتى یرى مقعده من الجنة. [السید بن طاووس، إقبال الأعمال، ص637]

…ولا أظن أن الصلاة تحتاج إلى أکثر من نصف ساعة؛ نصف ساعة بس! 


۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

33ـ مغامرات المؤمنین

أحد البرامج الجذابة فی القنوات والفضائیات هی المسابقات، وخاصة المسابقات الحرکة التی لم تکتف بالسؤال والجواب وحسب، بل تعتمد على اختبار مهارات وقدرات وقابلیات المتسابقین، حیث عادة ما تتصف بالحیویّة والنشاط والحرکة، وتشدّ أنظار المشاهدین من خلال الدیکور والتصمیم الغریب والمفاجآت التی یواجهها المتسابقون أثناء سباقهم.

إن القاسم المشترک  بین هذه المسابقات هو العقبات الصعبة والمفاجآت التی یمرّ بها المتسابقون. فعلى سبیل المثال قد یقیّد المتسابقون و تکبّل أیدیهم أو تسدّ أعینهم حین أداء مهمّتهم، أو یؤمرون باجتیاز طریق عکر أو مزحلق أو متحرک، وقد یجبرون بالانغمار فی الطین مثلا أو الغوص فی الماء أو لمس بعض الحیوانات المرعبة ونحو ذلک. وعلى المتسابق أن یتحدّى کل هذه العقبات.

وبالرغم من کل هذه التحدّیات والعقبات الصعاب، نجد المتسابقین جمیعا مطمئنین مستبشرین وموطنین أنفسهم على خوض الغمرات واحتمال کلّ شیء فی سبیل الفوز.

وأما لو انزعج أحد المتسابقین واعترض على هذه الموانع والعقبات الموجودة فی المسابقة، فسیضحک علیه المخرج والمقدّم والمتفرجون والمشاهدون والناس أجمعون…

وشاهد المثال واضح؛ إن أجواء هذه الدنیا وتصمیمها ودیکورها وقوانینها وکل ما فیها مصمّم على أساس إجراء مسابقة بین الناس. ﴿إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زینَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَیُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا کهف/7. ولهذا قد امتلأت بمختلف العقبات والصعاب والشدائد والهزائز، لأنها لم تصمّم من أجل الراحة والاستقرار، بل من أجل التنافس والسباق.

ومن أهم الفوارق بین المؤمن وغیره، هو أن المؤمن یعلم حقیقة هذه الدنیا وموقعها ویعرف دوره الذی یجب أن یؤدیه فیها. هو یعرف أن هذه الدنیا مسابقة، ولهذا لا یهتزّ ولا یتفاجأ ولا یستوحش عند مواجهة المطبّات والعقبات والمشاکل، إذ یعرف جیدا أن کل هذه المشاکل من طبیعة أجواء السباق. إذا أصیب المؤمن بالفقر أو المرض أو بلاء آخر، یعرف أنه قد دخل مرحلة جدیدة من السباق، ویجب أن یجتاز هذه المرحلة ویستمرّ فی مثابرته مع هذه الظروف والقیود. ثمّ عندما تنتهی عقبة ویجتاز مرحلة، ینتظر  مجیء عقبة أعقد ومرحلة أعوص، و هذا ما تفرضه طبیعة المسابقات. فعندما تنزل النازلة ویواجه المشکلة، یزداد عزمه وإیمانه، إذ یجد أن کل الأحداث تطابق حساباته وتوافق الأخبار التی تلقاها من الله ورسوله؛ ﴿وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلاَّ إیماناً وَ تَسْلیما الأحزاب/22.   

بینما غیر المؤمن الجاهل أو الغافل عن حقیقة الدنیا، یفتش عن آماله وراحته وسعادته المطلقة فی هذه الدنیا. ولا شکّ فی أن الإنسان الذی راح یبحث عن الاستقرار والراحة والدعة فی قاعة الامتحان وصالة المسابقة، لن یصل إلى ضالّته وسیحرم نفسه من الفرح والنشاط والبهجة التی یحظى بها أهل المغامرة والسباق.  
۱ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

32ـ مدینة الکامرة الخفیة

کلنا نعرف برامج الکامرة الخفیة. یحاول المخرج فی هذه البرامج أن یوقع الناس فی موقف خاص لیشاهد ردّ فعلهم. ویحاول بعض مخرجی البرامج الکامرة الخفیة أن ینتج برنامجا هادفا ذات رسالة أخلاقیة أو دینیة للمشاهد، فیوقع الناس فی فخ موقف مختلق ویصوّر مدى التزامهم بالقیم والمثل والأخلاق والدین. وکل جمال هذه البرامج مشروط بخفاء الکامرة ولو لا ذلک لما کانت جذابة لا للمخرج ولا للمشاهد.

منذ فترة وإنی قد تعرفت على مخرج من مخرجی برامج الکامرة الخفیة، لکن باعتباره لم یدرس على ید أستاذ ولم یدخل جامعة، فوجدت برنامجه یختلف عن باقی البرامج بکثیر. وبعد أن شاهدت أسلوبه الرائع والفرید فی إخراج هذه البرامج، وددت أن أعرفکم علیه وأشرح لکم طریقته فی الإخراج.

إن هذا المخرج یهیئ مدینة بکاملها لإخراج البرنامج! ثم یملأها بالکامرات واللاقطات الخفیة لیسیطر على کل صغیر وکبیر یحدث فیها، ثم یستقبل آلافا من المشارکین ویسکنهم لمدة غیر معینة حیث قد یعلن إنهاء وقت أحد المشارکین فی أی لحظة، وقد یمهل البعض أسابیع أو أشهر وحتى سنین. فلا یدری أحد متى ینتهی وقته.

من ممیزات هذه المدینة هو دیکورها الرائع والطبیعی حیث یألفها أکثر المشارکین ولا یرغبون بإعلان نهایة وقتهم. ومن العجیب جدا هو أن الکثیر من المشارکین قد ینسون موطنهم الأصلی ولم یشتاقوا إلى بیوتهم!

بعد ما یدخل المشارکون فی هذه المدینة، یدعوهم مقدّم البرنامج ویبلغهم قوانین هذه المسابقة، فإن طبقوها ینالوا نقاطا موجبة وإن خالفوها یکسبوا نقاطا سالبة. ومن العجیب أنه یخبر المشارکین بأن المدینة قد ملئت بالکامرات واللاقطات ولا یخفى عن المخرج شیء أبدا.

الشیء اللطیف الآخر هو أن میزانیة هذا المخرج میزانیة هائلة، وصلاحیاته واسعة جدا. فقد أعدّ لأبسط النقاط جوائز لا تصدّق؛ إذ لا یقل ثمن أبسط الهدایا والجوائز عن ثمن عشرات الأطنان من الذهب! وقد أتاح الفرصة للمشارکین من خلال هندسة المدینة وقوانینها أن ینالوا النقاط الموجبة فی أی لحظة… وأجاز المخرج للمشارکین أن یتعاونوا فیما بینهم على کسب أکثر عدد من النقاط من خلال تعلیم القوانین والتشجیع على السعی الأکثر لکسب النقاط، بل شجعهم على ذلک وأعدّ لهذا العمل نقاطا کثیرة. کما أنه أعطى الفرصة لمن کسب النقاط السالبة أن یتدارک ذلک ویحذفها ویعوضها بنقاط موجبة.

ولکن الأمر العجیب والغریب الذی لا یصدق هو أننی عندما اطلعت على داخل المدینة رأیت أکثر المشارکین بغفلة عن قوانین المسابقة وأهمیتها حیث کان المنظر بعیدا عن أجواء السباق والتنافس… والله إنه لأمر عجیب…


۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

31ـ اعلم بأنک تراسل الإمام

لقد ذکرت الروایات أن أعمالنا تعرض فی کل یوم ولیلة على الإمام (ع) وسیطلع الإمام على صحیفة أعمالنا وکل ما عملناه من حسن وقبیح.

وبالتأکید سوف یشار إلى نوایا أعمالنا فی الهامش أو فی مکان آخر ولا شک فی أن الإمام الحجة (عج) سوف یهتمّ بهذا الشرح المذکور فی الهامش.

طبعا کما ترى إن هذه المعلومات لیست صریح الروایات ولکنها نتیجة تأمل قصیر وبسیط فی مضمونها وبالتالی یقطع الإنسان بصحتها.

فیبدو أننا مجبورون على أن نراسل الإمام یومیا ولا بد لنا من ذلک، ولکن بخلاف باقی الرسائل التی تکتب بالقلم والمداد، یجب أن نکتب هذه الرسالة بأعمالنا وأفعالنا. إذن فی الواقع أعمالنا وتصرفاتنا الیومیة هی کلماتنا التی نراسل بها الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشریف) …

فطوبى لمن عرف هذه الحقیقة وعاشها طیلة حیاته، فتصبح حیاته کلها کرسالة حب وولاء لإمام العصر. فکل ما یعمل هذا الإنسان من جمیل، إنما فی سبیل أن یرسم ابتسامة على شفاه الإمام، ویترک المعاصی من أجل أن لا یزعج الإمام.

فإن صحیفة أعمال هذا الإنسان وما تنطوی علیه من  نوایا جمیلة هی رسالة حب وولاء وعهد لإمام زمانه. ویمکن أن تترجم حیاته کلها بکلمة واحدة یعبرها من قلبه وبکل وجوده مخاطبا أمامه : بنفسی أنت…

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري