رشحات فكري وقلمي

۲ مطلب با کلمه‌ی کلیدی «سلمیة» ثبت شده است

56ـ الحسين(ع) يقود الحياة!

إذا استطاع الشيطان أن يخدعنا ويجعل قضيّة الحسين(ع) مجرّد طقوس وفلكلور وحسب، بعيدة عن معادلات الحياة وفي معزل عن حضارتنا وأخلاقنا وسياستنا واجتماعنا، فعند ذلك لعلّ أحدنا يستقبل الزائر بكل رحابة ويقدّم له كلّ خدمة، ولكن ما إن ينتهي هذا الموسم قد يأتينا نفس هذا الزائر ويراجعنا في دائرة لاستيفاء حق من حقوقه، وإذا بنا لم نعد نهوى الضيافة ولا نتنافس على الخدمة، ولا كأن هذا المُراجِع محبّ من محبيّ  الحسين(ع)!
ولعلّ هذا الزائر نفسَه يصطدم بسيّارتنا باصطدام خفيف يترك عليها خدشاً بسيطا، وإذا بنا نقيم الدنيا عليه ولا نقعدها، ثمّ نخاطبه بلغة التهديد كما يخاطب العدوُّ عدوَّه، ونطالبه بأضعاف ما ترك هذا الخدش البسيط من ضرر.
ولعلّنا نستقبل الزائر الإيراني في موسم الأربعين بكلّ رحابة، ونقيم الشعائر الحسينيّة رغما على آل سعود وبقايا حزب البعث. ولكن ما إن ينتهي موسم الأربعين، نرفع لافتات ونهتف بهتافات لا تخدم الأربعين وقضيّة الحسين(ع) قطعا، بل ويطرب لها آل سعود وتصفّق لها إسرائيل. 

هذا حال من لم يتخذ الحسين(ع) منهجا للحياة، وضيّق مداه في طقوس وشعائر لا تتعدّى نفسَها. إن ما شاهدناه من قلّة قليلة من بعض الشيعة ومحبّي الحسين(ع) من تصرّفات مقزّزة وهتافات باطلة، هي ناجمة عن الفصل بين قضية الحسين(ع) وبين الحياة.

۱ تعداد التعليقات موافقين ۱ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

55ـ ما أبعدهم عن قيم الحسين(ع)!

الشيعي الذي يزور الحسين عليه السلام ويقيم المجالس عليه أو ينصب موكبا باسمه ويقرأ الزيارات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، ثمّ لا يسعى لتنظيم ولاءاته وعداواته على أساس قيم الحسين(ع) وأصول ملحمة عاشوراء، فكبّر عليه خمساً!
لم تدعنا ثورةُ الحسين(ع) أن نُطلِق سراح ولاءنا وعداءنا ينسابان حيث نشاء، فنوالي ونعادي من شئنا دون منهج أو معيار.
المعيار الأول والأخير هو خط الحسين(ع) ومدرسته. هذا هو المعيار الذي يجب أن يكون نصب أعين محبّ الحسين(ع) وخادمه، فيحبّ من أحب الحسين(ع)، ويبغض من أبغض الحسين(ع)، ويوالي من والاه، ويعادي من عاداه وأن يكون سلما لمن هو سلم له، وحرباً لمن هو حربٌ له.
لقد أراد أهل البيت(ع) من شيعتهم أن يشدّوا الرحال إلى كربلاء ثم يقفوا عند قبر الحسين(ع) ويعاهدوه على الالتزام بهذه المواقف دون غيرها.
فيا حسرةً على بعض الشيعة الذين زعموا أنّهم خدّام الحسين(ع) وأنصارُه، ولكنّهم تركوا أعداء الحسين(ع) وأعداءهم الذين تقطر دماء أبناء العراق من أنيابهم ومخالبهم من أمريكا وإسرائيل وآل سعود وأيتام صدّام وداعش، ثمّ خرجوا يهتفون ضدّ إيران! فما أبعدهم عن قيم الحسين عليه السلام.

۱ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري