من الحقائق الثابتة فی هذا العالم والتی لابدّ للمجاهد أن یعرفها ویؤمن بها هی أن «النصر من عند الله». إنها معلومة یحتاجها المجاهد کحاجته إلى سلاحه وزمزمیّته. ولهذا عندما أراد أمیر المؤمنین أن یجهّز قلب ولده محمد بن الحنفیة للقتال، خاطبه ببضع کلمات لا یمکن وصفها من شدة روعتها، ثم شدّ على قلبه بذکر هذه الحقیقة فقال: «واعلم أن النصر من عند الله سبحانه».

فإذا أراد الله أن یفهّمک أیّها المجاهد ویفهّم من فی العالم مِن جنرالات ومنظّرین وطواغیت، هذا القانون الثابت الذی عبّر عنه أمیر المؤمنین فی کلمته الخالدة: «واعلم أن النصر من عند الله سبحانه» ماذا یجب أن یفعل؟ لعلّ من أفضل الأسالیب هی أن یفسح المجال لجبهة الباطل أن تدجّج وتجهّز نفسها بأضعاف ما تملکه جبهة الحقّ، ثم تقوم المعرکة بین الجبهتین، وإذا بجبهة الحقّ تنتصر رغما على جمیع الحسابات.