رشحات فكري وقلمي

۶ مطلب با کلمه‌ی کلیدی «الأربعین» ثبت شده است

56ـ الحسين(ع) يقود الحياة!

إذا استطاع الشيطان أن يخدعنا ويجعل قضيّة الحسين(ع) مجرّد طقوس وفلكلور وحسب، بعيدة عن معادلات الحياة وفي معزل عن حضارتنا وأخلاقنا وسياستنا واجتماعنا، فعند ذلك لعلّ أحدنا يستقبل الزائر بكل رحابة ويقدّم له كلّ خدمة، ولكن ما إن ينتهي هذا الموسم قد يأتينا نفس هذا الزائر ويراجعنا في دائرة لاستيفاء حق من حقوقه، وإذا بنا لم نعد نهوى الضيافة ولا نتنافس على الخدمة، ولا كأن هذا المُراجِع محبّ من محبيّ  الحسين(ع)!
ولعلّ هذا الزائر نفسَه يصطدم بسيّارتنا باصطدام خفيف يترك عليها خدشاً بسيطا، وإذا بنا نقيم الدنيا عليه ولا نقعدها، ثمّ نخاطبه بلغة التهديد كما يخاطب العدوُّ عدوَّه، ونطالبه بأضعاف ما ترك هذا الخدش البسيط من ضرر.
ولعلّنا نستقبل الزائر الإيراني في موسم الأربعين بكلّ رحابة، ونقيم الشعائر الحسينيّة رغما على آل سعود وبقايا حزب البعث. ولكن ما إن ينتهي موسم الأربعين، نرفع لافتات ونهتف بهتافات لا تخدم الأربعين وقضيّة الحسين(ع) قطعا، بل ويطرب لها آل سعود وتصفّق لها إسرائيل. 

هذا حال من لم يتخذ الحسين(ع) منهجا للحياة، وضيّق مداه في طقوس وشعائر لا تتعدّى نفسَها. إن ما شاهدناه من قلّة قليلة من بعض الشيعة ومحبّي الحسين(ع) من تصرّفات مقزّزة وهتافات باطلة، هي ناجمة عن الفصل بين قضية الحسين(ع) وبين الحياة.

۱ تعداد التعليقات موافقين ۱ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

53ـ حضارة بلطت شوارع وهدمت جسورا!

إن مشاهد الرحمة والرأفة التي يعيشها الزائر خلال أسبوع في مسيرة الأربعين أكثر في كمّها وكيفها ممّا يشاهده الغربي في بلده خلال عام.
وأنّى للثقافة الرأسماليّة والفكر الأوماني القائم على الأنانيّة وأصالة اللّذة أن يبلور في الإنسان الخصال الإنسانية النبيلة كالرحمة والرأفة والإيثار والجود والسخاء؟!
مهما غُلّفت الأخلاقُ التجاريّة بغلاف مكارم الأخلاق فإنها لا تترك في النفوس أثرها، بل تدع أبناء بيئتها البائسة متعطشين إلى جرعة أخلاق حقيقية غير مزيّفة.
تعساً لحضارة بلّطت شوارع مدنها ولكنها هدمت جسور التواصل بين القلوب، وتبّاً لحضارة أغنت أبناءها - لو أغنتهم فعلاً - ولكنّها أفقرتهم عاطفيّا، فاستشرت بينهم شتّى الأمراض والعقد النفسيّة.
حسبنا من السعادة أن نعيش في مناخ حبّ أهل البيت والتحابب فيهم(ع) وإنه لمناخ لا تقدر على توفيره الحضارات الأخرى، مهما أنتجت من أفلام الحب والغرام، ومهما اصطنعوا نكات توحي بأن الغربي أعرف بالحب والمودة من ابن العراق!

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

51- هذه معاناة خدام الحسين عليه السلام

من الساعات المؤلمة على خادم الحسين(ع) من أصحاب المواكب هي ساعة نفاد ما يستضيف به زوّار الحسين(ع). تراه نشطا مغتبطا مستبشرا ما دام قادرا على تقديم شيء للزوّار السائرين على أقدامهم إلى أبي الأحرار(ع)، ولكن ما إن ينتهي زاده وتصفرّ يدُه، يخامره شعور هو أشبه شيء بالخجل والانكسار! إن هذا الشعور نفسَه، ولكن بشكل أشدّ، يعتري الشابّ المجاهد في سبيل الله أيضا إن أصيب بجرح في جسمه ووجد نفسه عاجزا عن القتال بعد اليوم، فإنها ساعة قاتلة عليه. والله يعلم كم يؤجر المجاهد الجريح على معاناته من هذا الشعور المؤلم والخفيّ! وكذلك ما أصعبه من شعور على من اعتاد أن يقيم مجلسا حسينيّا في بيته كلّ عام، ثم يأتيه عام لا يجد لذلك حولا ولا قوّة! ويعزّ على الخطيب أو الناعي أيضا إن أصيب في حنجرته وصوته فأصبح عاجزا عن ارتقاء المنبر. طوبى لخدّام الحسين(ع) المخلصين الذين اتخذوا هذه الخدمة هويّةً لهم، ولم يجدوا لأنفسهم رأسمالٍ سوى ما يخدمون به سيّد الشهداء(ع). وما أحلاها من حياة يتخذها المرء فرصة لخدمة الحسين(ع) وحسب. فيرى الحسين(ع) حاضرا في حياته معيناً على توفير أسباب خدمته. وساعد الله قلوب هؤلاء الخدام في ساعة انتهاء شوطهم ونفاد رأسمالهم! إن الشهداء وخدّام الحسين(ع) جميعا سيغبطون العباس(ع) على ما سيناله من مقام عظيم! كيف لا، ولا أحد منهم قد ذاق ما ذاقه العباس(ع) من مرارة الخيبة واليأس، يومَ سلبه الله كلّ أسباب الخدمة والنصرة لأخيه الحسين(ع) حتى وقف العبّاس متحيّرا...

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

50- ما أشوق النبي إلا هؤلاء!

لزيارة أمير المؤمنين(ع) في موسم الأربعين طعم خاص. لا يعود بإمكان الزائر في هذا الموسم أن يدخل الحرم الشريف كباقي الأيام، وقد لا يخلو له مكان ليقف أمام الضريح ويباشر زيارته كعادته، إلا أنّ ضجيج الناس واندفاعهم صوب قبر أمير المؤمنين(ع) وتحمّسهم لاستلام الضريح ودويّ ندائهم: حيدر.. حيدر.. وهتافهم "لبيك يا علي" له وقع في قلب الزائر. كأنهم يريدون أن ينتقموا من التاريخ وأهله إذ همّش أمير المؤمنين(ع) وعزله عن مركز قيادة الأمة، فراح يعيش في غربة ووحدة. كأنهم يريدون أن يجبروا ذاك الصمت القاتل الذي غمر تلك الأمة البائسة الخاذلة لأمير المؤمنين (ع) حيث كان يناديهم ويستنهضهم ويصرخ بهم، وهم أشباهُ الأمواتِ بلا صوت ولا نفس! ترى قلوب الزائرين حرّى فمهما ينادون ويضجّون ويصرخون لا يبرد غليلهم من مصابهم بغربة علي(ع) في أيام حياته، حيث لم يُعرف قدرُه ولم يحتفِ به قومُه! لقد جاؤوا من أقصى أنحاء العالم ناقمين على تلك القلوب القاسية التي لم تعشق عليّا فجاءوا وكأنهّ لا حاجة لهم سوى أن يعبّروا عن حبّهم لأمير المؤمنين(ع) بأعلى أصواتهم. إن الأيام والأحداث الراهنة تبشّرنا بقرب زوال آل سعود، فما هي إلا أيام قلائل إن شاء الله ويَرحُب مسجد النبي(ص) لهؤلاء الزوّار مع حرارتهم فيهبّون إلى ضريح النبيّ دون أن تزاحمهم لحية طويلة أو دشداشة قصيرة، فيرجّون جدران المسجد وأعمدته بشعارات حبّ علي(ع). لا أظنّ هذه الصرخات الولائية هي ممّا يؤذي النبي ولا أظنها معنيّة بقوله تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرۡفَعُوۤا۟ أَصۡوَ ٰ⁠تَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِیِّ). فما أشوق النبيّ(ص) إلى حرارة هؤلاء الزوّار وصرخاتهم وما أقرب اللقاء إن شاء الله.

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

49- ليتنا نعرف أي دعوة يستجيبها الإمام في مسيرة الأربعين!

لا يُدرى من بين الملايين من خدّام الأربعين وزوّاره أيهم أوفر حظّا وأعظم أجرا؟! ومَن السبّاق في ماراثون الأربعين؟ إن قواعد الحساب لدى الله تضرب بقواعد الرياضيات عرض الجدار، فليس من اليسير بل من المستحيل أن نعرف خير زائر وأفضل خادم من بين هذه الجماهير المليونية. فلعلّ الأم أو الزوجة التي تعدّ حقيبة زوجها أو ابنها لتودّعه إلى الزيارة بلوعة الشوق واللهفة إلى قبر الحسين(ع)، دون أن تجد إلى الزيارة من سبيل، هي لا تقلّ أجرا ممّن أرسلته وودّعته بعين مغرورقة بدمع الحسرة والغبطة. ولعلّ خطواتها في توديع ابنها أو زوجها تعدّ من تلك الخطوات التي تُقَيَّم بالحجّات والعمرات! ولعلّ ذاك الزائر الذي يشدّ رحاله وينطلق إلى حدود العراق ثمّ لا يجد أبوابها مفتوحة ولا يجد وسائل النقل موفّرة فيرجع خائبا منكسرا بعد ما انقطعت به السبل، هو لا يقل أجرا من الزائر الذي تهيّأت له الأسباب وزار الحسين(ع) واقفا على الأعتاب. وما يدريك فلعل العمل الذي لا يحسب بين الناس بشيء ولا يُعَدّ في قائمة مفاخر صاحبه هو أزكى عند الله وأبقى. ليتنا نعرف من أي يد سيتقبّل الإمام المهدي(عج) كأس ماء في طريق الأربعين وأي دعوة سيستجيبها. فلعلّ تلك اليد لا تملك سوى طبق فيه عدة كوؤس من ماء وحسب! وليتنا نعرف في أي موكب سينزل الإمام ويَطعَم، فلعلّ ذاك المنزل لا يُحسب حسب معاييرنا بموكب أصلا ولا يطمع زائر في النزول عنده والأكل منه. لقد سبق السبّاقون بنواياهم الخالصة وآمالهم الراقية فبلغوا بذلك ما لم يبلغه أهل المفاخر والتكاثر!

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

42ـ خدمة المجاهدین

إن زائر کربلاء ولا سیّما من تحمّل عناء الطریق مشیا على قدمیه عزیز على الحسین علیه السلام. ولعلّ إحدى مظاهر حبّ الحسین علیه السلام لزائره هو ما قیّض له من خدّام رائعین یقدّمون له شتّى أنواع الخدمة من إسکان وضیافة وطعام وشراب وحتى تدلیک! وحقا هؤلاء الخدّام قد صنعوا صورا رائعة ومشرقة یفتخر بها کل شیعی ویباهی بها سائر الناس.

هذا هو شأن زائر الحسین علیه السلام وهکذا ینبغی أن یخدم، فما بالك بشأن المجاهد فی سبیل الحسین علیه السلام، فیا ترى کم هو عزیز على قلب الإمام الحسین وقلب الإمام الحجة علیهما السلام؟ ویا ترى کم لخدمة المجاهدین والمدافعین عن حرم الحسین وزوّاره علیه السلام وعن بلاد المسلمین وأعراضهم بشکل عام من فضل وأجر؟ّ!

فلا تستغرب أخی المجاهد إن أصبحت ذات یوم ورأیت بسطالك مصبوغا وألبستك مغسولة ولا تعجب إن رأیت البعضَ یتسابقون لخدمة إخوتهم المجاهدین فی غسل أوانیهم وألبستهم وحمل زادهم ومساعدتهم فی شؤونهم، إذ قد عرف البعض فضل خدمة المجاهدین وذاق طعم حلاوتها فراح ینتهز الفرص لذلك. أسأل الله أن یجعلك خادما ومخدوما فی جیش الإمام المنتظر المهدی عجل الله تعالى فرجه الشریف. 

۱ تعداد التعليقات موافقين ۲ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري