رشحات فكري وقلمي

۵ مطلب با موضوع «قضايا اجتماعية» ثبت شده است

57ـ علامة السفهاء

إن علامة السفهاء السطحيّين على مرّ التاريخ، هو الجمود وعدم قابليّتهم في تشخيص الأهم عن المهم وعصيانهم على تغيير التكليف. فإنهم يحترمون ظاهر القرآن مطلقا، ولو دعا إلى الحكمية في صفّين. ويحترمون دم المسلم مطلقا، ولو خرج على أمير المؤمنين(ع). ومناسك الحج عندهم خط أحمر مطلقا، ولو كان الحسين(ع) مغادرا مكّة. والصلح مع العدوّ عندهم ذنب لا يُغفَر مطلقا، ولو كان الإمام الحسن(ع) قد اتخذ هذا القرار. لا يعقلون أن تارة يجب الصراخ وتارة يجب السكوت، وتارة تجب الحرب وتارة يجب الصلح، وتارة يجب التضحية بالمهمّ في سبيل أمر أهمّ، وتارة لابدّ من ترك واجب كالحج في سبيل أمر أوجب كالجهاد، وتارة تقتضي ظروف الزمان والمكان أن يُصبح استعمال التنباك بأي نحو كان بمثابة محاربة الإمام الحجة(عج)، ثمّ يُباح بعد فترة قليلة بانتفاء تلك الظروف. فما أبعد هذه النفسيّة الجافّة الجامدة عن روح الإسلام الذي يريد أن يكون المسلم متأهبّا لاستلام الأوامر الجديدة والمستحدثة؛ هذا الإسلام الذي نشأ في مكّة، ولكن بعد ثلاثة عشر عاما وبعد الهجرة إلى المدينة، حرّم الإقامة في مكّة إلى حين فتحها؛ الإسلام الذي أراد أن يكون أتباعه منعطفين إلى درجة قبول تغيير القبلة، والذي لم يغيّر قبلة المسلمين إلا ليميز بين المطيع وغيره (وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتي‏ كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى‏ عَقِبَيْه‏)[البقرة/143]. وسيكون لهؤلاء المتخشّبين السفهاء والمقدّسين الحمقى موقف سوء من الإمام المهدي(عج) الذي سيصدر بمقتضى ظروفه الاستثنائية أعجب الأحكام ويتخذ أغرب القرارات حتى كأنه يأتي بدين جديد.     

۰ تعداد التعليقات موافقين ۱ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

56ـ الحسين(ع) يقود الحياة!

إذا استطاع الشيطان أن يخدعنا ويجعل قضيّة الحسين(ع) مجرّد طقوس وفلكلور وحسب، بعيدة عن معادلات الحياة وفي معزل عن حضارتنا وأخلاقنا وسياستنا واجتماعنا، فعند ذلك لعلّ أحدنا يستقبل الزائر بكل رحابة ويقدّم له كلّ خدمة، ولكن ما إن ينتهي هذا الموسم قد يأتينا نفس هذا الزائر ويراجعنا في دائرة لاستيفاء حق من حقوقه، وإذا بنا لم نعد نهوى الضيافة ولا نتنافس على الخدمة، ولا كأن هذا المُراجِع محبّ من محبيّ  الحسين(ع)!
ولعلّ هذا الزائر نفسَه يصطدم بسيّارتنا باصطدام خفيف يترك عليها خدشاً بسيطا، وإذا بنا نقيم الدنيا عليه ولا نقعدها، ثمّ نخاطبه بلغة التهديد كما يخاطب العدوُّ عدوَّه، ونطالبه بأضعاف ما ترك هذا الخدش البسيط من ضرر.
ولعلّنا نستقبل الزائر الإيراني في موسم الأربعين بكلّ رحابة، ونقيم الشعائر الحسينيّة رغما على آل سعود وبقايا حزب البعث. ولكن ما إن ينتهي موسم الأربعين، نرفع لافتات ونهتف بهتافات لا تخدم الأربعين وقضيّة الحسين(ع) قطعا، بل ويطرب لها آل سعود وتصفّق لها إسرائيل. 

هذا حال من لم يتخذ الحسين(ع) منهجا للحياة، وضيّق مداه في طقوس وشعائر لا تتعدّى نفسَها. إن ما شاهدناه من قلّة قليلة من بعض الشيعة ومحبّي الحسين(ع) من تصرّفات مقزّزة وهتافات باطلة، هي ناجمة عن الفصل بين قضية الحسين(ع) وبين الحياة.

۱ تعداد التعليقات موافقين ۱ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

55ـ ما أبعدهم عن قيم الحسين(ع)!

الشيعي الذي يزور الحسين عليه السلام ويقيم المجالس عليه أو ينصب موكبا باسمه ويقرأ الزيارات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، ثمّ لا يسعى لتنظيم ولاءاته وعداواته على أساس قيم الحسين(ع) وأصول ملحمة عاشوراء، فكبّر عليه خمساً!
لم تدعنا ثورةُ الحسين(ع) أن نُطلِق سراح ولاءنا وعداءنا ينسابان حيث نشاء، فنوالي ونعادي من شئنا دون منهج أو معيار.
المعيار الأول والأخير هو خط الحسين(ع) ومدرسته. هذا هو المعيار الذي يجب أن يكون نصب أعين محبّ الحسين(ع) وخادمه، فيحبّ من أحب الحسين(ع)، ويبغض من أبغض الحسين(ع)، ويوالي من والاه، ويعادي من عاداه وأن يكون سلما لمن هو سلم له، وحرباً لمن هو حربٌ له.
لقد أراد أهل البيت(ع) من شيعتهم أن يشدّوا الرحال إلى كربلاء ثم يقفوا عند قبر الحسين(ع) ويعاهدوه على الالتزام بهذه المواقف دون غيرها.
فيا حسرةً على بعض الشيعة الذين زعموا أنّهم خدّام الحسين(ع) وأنصارُه، ولكنّهم تركوا أعداء الحسين(ع) وأعداءهم الذين تقطر دماء أبناء العراق من أنيابهم ومخالبهم من أمريكا وإسرائيل وآل سعود وأيتام صدّام وداعش، ثمّ خرجوا يهتفون ضدّ إيران! فما أبعدهم عن قيم الحسين عليه السلام.

۱ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

43ـ فواتح أم عرائس

إن من شأن مجالس الفاتحة هو أن تكون فرصة تعزيةٍ للمعزّى وتذكرة للمعزّي. بحيث يدخلها الإنسان فيتذكر الموت ويخشع قلبه بالإنصات إلى القرآن ويبكي بذكر مصاب الحسين (ع) ومن ثم ينشط على العبادة وينأى بنفسه قليلا عن الدنيا وشهواتها ويتذكر الهدف من خلقه والغاية التي يجب أن يصبو إليها. ولكن أصبحت مجالس فواتحنا أشبه بمجالس العرس، إذ يحضرها الناس بغاية إناقتهم وأجدّ سترهم وأربطتهم، ثمّ يجلسون على الأرائك متقابلين يطاف عليهم بكأس من قهوة وشربة ماء وشاي. ثمّ تجد كلّاً يحاور صاحبه بحديث من أحاديث الدنيا وهم عن صوت القرآن لغافلون. فلا تكاد تجد فارقا ملحوظا بين بعض الفواتح والعرائس لولا صوت القرآن وترحّم الحاضرين على من أعاد الفاتحة حين قدومهم وعند الرواح. 

۰ تعداد التعليقات موافقين ۱ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

15ـ هذه هی مدرسة هولیود

إن هذا الجیل هو جیل الفضائیات ولعل کل واحد منّا قد رأى المئات من الأفلام والمسلسلات الغرامیة أو التی تتضمن على لقطات الغرام. فهذا الجیل شاء أم أبى قد تثقف بثقافة هذه المسلسلات والأفلام، والتی هی بمثابة السمّ لکیان الأسرة وسعادتها.

إن الرجل المثالی الذی تصوره هذه الأفلام هو الولد الشابّ الجمیل الذی لا یقلّ طوله عن 185س، ومواصفاته تنطبق على مواصفات عارضی الأزیاء، صوته جمیل، شعره جمیل، حرکاته جمیلة، وعندما یتکلم یبدع فی إظهار الحبّ والعشق بأسلوبه الرائع. وأما المرأة المثالیة التی تصورها هذه الأفلام الهولیودیة فهی التی قمة فی ظاهرها وفی کل شیء... 

ثم إذا أراد المخرجون أن یصوروا سعادة هذین الزوجین فیصوروهما فی أرقى المطاعم أو فی أجمل الحدائق والبساتین أو فی الساحل؛ فلا نجد لقطات السعادة فی البیت وأثناء یومیات حیاتهم الطبیعیة.

إن بیت هذین الشابیّن عادة ما یصوّر بیتا فخما نظیفا جدا، ولکن لا نرى لقطات اشتغال المرأة بتنظیف البیت وغسل الملابس والأوانی والطبخ؛ إذ لا یعرف المخرج الهولیودی أیة علاقة بین عمل المرأة فی المنزل وبین سعادتها. وقلیلا ما نجد لقطات عمل الرجل وکدّه لتحصیل المال من أجل زوجته وأسرته، إذ فی رؤیة المخرجین فی هولیود لیس هناک أی تناسب بین السعادة وبین الکدّ والعمل والتعب من أجل الزوجة والأهل

طبعا کل هذا بالنسبة إلى الأسرة السعیدة أو فترة سعادة الأسرة، وأما إذا أرادوا أن ینتجوا تراجیدیا أو فیلما هندیا فأول علامة شقاء الأسرة وعدم سعادتها هی أن تباشر المرأة بغسل الملابس ونشرها على الحبال فی الجوّ البارد، وابنها یبکی!!! والرجل یعمل من الصبح إلى المساء بعمل بسیط ثم یشتری بعض البضائع ویأتی بها إلى البیت...!!! ثم بعد ذلک یتناول المخرج مشاکل الأسرة فی إطار هذه الصور التعیسة برأیه!!! إذن أصبحت معالم الأسرة التعیسة هی أن الرجل یعمل من أجل عیاله والمرأة تخدم زوجها وأولادها ولهم ذریة وأولاد!!! وأما الأسرة السعیدة المثالیة فهی الأسرة العقیمة التی لا تنجب ذریة ولیس فیها من یخدم الآخر؛ إذ لا المرأة تخدم بعلها بالعمل فی البیت ولا الرجل یخدم زوجه من خلال العمل خارج البیت، فلیس شأنهما سوى الانتفاع والالتذاذ بالآخر وحسب!!! 

هذه هی الدروس التی تعطیها مدرسة هولیود. إذن لابد للمتخرج من هذه المدرسة، وهو الذی عکف على التلفاز یتابع المسلسلات واحدة تلو الأخرى، أن یکون أنانیا، فلا یقدم على الزواج من أجل خدمة زوجه، بل من أجل استمتاعه فحسب. وبالتالی فلا یرضى الشابّ بکل فتاة ولا ترضى الفتاة بکل شابّ، وإذا حصل الزواج فهو على شفا حفرة من نیران الطلاق.

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري