فيقول: لست أنا أحدا ممّا ذكرت. وإنما كنت شابّا أسكن في أحد غياهب أفريقيا. زرت السيدة زينب (سلام الله عليها) في أيام الغيبة قرب الظهور مرّة واحدة. فخاطبتها وقلت: سيدتي ومولاتي! لقد سمعت أن هذه السنين والأيام التي نعيشها هي أيّام عصر الظهور ولعل الإمام المنتظر (عج) سيظهر قريبا. وعلمت أن لأصحاب الإمام والمستشهدين بين يديه مقاما عظيما عند الله. فطمعت بذلك وجئت أطلب هذا التوفيق منك. لا أدري هل لك حصّة في إعداد قائمة أنصار الإمام المهدي (عج) أم لا؟ وهل بإمكانك أن تشفعي لي عند الله وعند الإمام لأكون من أنصاره أم لا؟ ثم لا يخفى عليك يا سيدتي ومولاتي ويا عقيلة بني هاشم أن لا فسحة لي من الوقت لأزورك مرارا وتكرارا وأعيد عليك حاجتي وأطلبها منك خلال أيام وشهور. فإن هذه هي زيارتي الأولى وأظنها الأخيرة.
ثم رجعت إلى بلدي ومضت بعد ذلك بضع سنين ثم ظهر الإمام والتحقت بركب أنصاره وأصحابه واستشهدت بين يديه. وعلمت بعد ذلك في عالم البرزخ أن توفيق استشهادي بين يدي الإمام كان على أثر زيارتي للسيدة زينب (س) وهي التي شفعت لي عند الله وعند الإمام المنتظر (عج).
ثم ينظر إليك بتأمل ويقول: يبدو من شكلك ولهجتك أنك سوري! فما الذي حصلته من السيدة زينب (س) طيلة سنين حياتك في جوارها؟!