رشحات فكري وقلمي

۲ مطلب با موضوع «أهل البیت :: الرسول الأعظم» ثبت شده است

50- ما أشوق النبي إلا هؤلاء!

لزيارة أمير المؤمنين(ع) في موسم الأربعين طعم خاص. لا يعود بإمكان الزائر في هذا الموسم أن يدخل الحرم الشريف كباقي الأيام، وقد لا يخلو له مكان ليقف أمام الضريح ويباشر زيارته كعادته، إلا أنّ ضجيج الناس واندفاعهم صوب قبر أمير المؤمنين(ع) وتحمّسهم لاستلام الضريح ودويّ ندائهم: حيدر.. حيدر.. وهتافهم "لبيك يا علي" له وقع في قلب الزائر. كأنهم يريدون أن ينتقموا من التاريخ وأهله إذ همّش أمير المؤمنين(ع) وعزله عن مركز قيادة الأمة، فراح يعيش في غربة ووحدة. كأنهم يريدون أن يجبروا ذاك الصمت القاتل الذي غمر تلك الأمة البائسة الخاذلة لأمير المؤمنين (ع) حيث كان يناديهم ويستنهضهم ويصرخ بهم، وهم أشباهُ الأمواتِ بلا صوت ولا نفس! ترى قلوب الزائرين حرّى فمهما ينادون ويضجّون ويصرخون لا يبرد غليلهم من مصابهم بغربة علي(ع) في أيام حياته، حيث لم يُعرف قدرُه ولم يحتفِ به قومُه! لقد جاؤوا من أقصى أنحاء العالم ناقمين على تلك القلوب القاسية التي لم تعشق عليّا فجاءوا وكأنهّ لا حاجة لهم سوى أن يعبّروا عن حبّهم لأمير المؤمنين(ع) بأعلى أصواتهم. إن الأيام والأحداث الراهنة تبشّرنا بقرب زوال آل سعود، فما هي إلا أيام قلائل إن شاء الله ويَرحُب مسجد النبي(ص) لهؤلاء الزوّار مع حرارتهم فيهبّون إلى ضريح النبيّ دون أن تزاحمهم لحية طويلة أو دشداشة قصيرة، فيرجّون جدران المسجد وأعمدته بشعارات حبّ علي(ع). لا أظنّ هذه الصرخات الولائية هي ممّا يؤذي النبي ولا أظنها معنيّة بقوله تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرۡفَعُوۤا۟ أَصۡوَ ٰ⁠تَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِیِّ). فما أشوق النبيّ(ص) إلى حرارة هؤلاء الزوّار وصرخاتهم وما أقرب اللقاء إن شاء الله.

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

21ـ لا یتأسى بالرسول إلا من...

إن حیاة العلماء مملوءة بالدروس والخبرات القیّمة، لکن لا یستفید منها إلا من سلک منهج طلب العلم والتعلّم وأراد أن یعیش حیاة العلماء وطلاب العلم، وأما الإنسان الذی لم یهتم بالعلم ولم یهدف إلى طلبه، فلم یستطع أن یتأسى بحیاة العلماء مهما قرأ حیاتهم واطلع على سلوکهم ومنهجهم فی طلب العلم.
وکذلک الأمر بالنسبة إلى أبطال العالم فی عالم الریاضة، حیث لا یقتدی بهم إلا الریاضیّ الذی یأمل أن یصبح بطلا فی المستقبل.
إن الله سبحانه وتعالى قد عرّف النبیّ (صلى الله علیه وآله) قدوة وأسوة للناس وقال "لَقَدْ کانَ لَکُمْ فی‏ رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة" لکن هل الجمیع مؤهلون للتأسی برسول الله (صلى الله علیه وآله) أم لا یهتدی لهذا الطریق إلا فئة من الناس؟ فمن الذی یستطیع أن یستفید من سیرة النبی (صلى الله علیه وآله) ویتقدی به؟ هذا ما أجابت علیه تکملة الآیة نفسها حیث تقول: "لِمَنْ کانَ یَرْجُوا اللَّهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَکَرَ اللَّهَ کَثیرا" [الأحزاب: 21]
الإنسان الذی جعل الدنیا غایة اهتمامه ومرامه ونسی الله والیوم الآخر لن یتمکن من الاقتداء بالرسول حتى ولو عاش معه عشرات السنین، وکلما ازداد الإنسان ذکرا لله والیوم الآخر ورجا رضوان ربه فی جنة النعیم، یسهل علیه التأسی بالرسول الکریم (صلى الله علیه وآله).
۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري