کثیر من رجالنا السیاسیّین لا یعرفون من عناصر القوّة وعوامل الانتصار إلّا ما أملته لهم الجامعات والکتب الغربیّة، ولذلک تراهم غافلین عن أهمّ عناصر القوّة والانتصار ولا یأخذونها بعین الاعتبار، إذ لم تکتشفها الجامعات الغربیّة بعد ولم تدوّنها فی مناهجها العلمیّة لیؤمن بها المتغرّبون من رجالنا.

لقد أشار القرآن إلى أهمّ عوامل الانتصار وأتقنها وهی نصرة الله، إذ قال سبحانه: (یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ یَنْصُرْکُمْ وَ یُثَبِّتْ أَقْدامَکُم‏ ([محمد/7] فإذا نصرنا اللهَ بنصر دینه وإحیاء أمره نحصل على نصرته التی لا تقف أمامها قوّة أبدا. ولکن یا حسرة على بعض رجالنا الذین جعلوا هذه الحقیقة وراء ظهورهم بذریعة أنّها قضیّة غیبیّة وقیمیّة ولابدّ أن نتعامل مع الواقع! فراحوا یستنجدون بأعدى أعدائهم وبأمّ الإرهاب التی ربّت الإرهابییّن بمختلف أسمائهم ومناهجهم کالقاعدة وداعش ومجاهدی خلق وعلى رأسهم إسرائیل فی أحضانها، وکأنّهم لم یقرأوا قوله تعالى: )وَ مَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزیزِ الْحَکیم‏( [آل عمران/12] أو لعلّهم لم یقرأوا القرآن سوى للأجر والثواب فلم یعوا حقیقة العدوّ من قوله: (وَ لا یَزالُونَ یُقاتِلُونَکُمْ حَتَّى یَرُدُّوکُمْ عَنْ دینِکُم إِنِ اسْتَطاعُوا) [البقرة/217] فلا یزالون یتحدثون عن المصالح المشترکة بیننا وبین أمریکا ویدخلون معها فی مشروع مشترک ویرجون منها الخیر! فیا ترى ما الذی یجب أن تقوم به أمریکا من قتل وإجرام ومؤامرات لتتضح حقیقتها الإجرامیة واللا إنسانیة لکی ییأسوا من خیرها وینفضوا أیدیهم منها.

إن جهادک یا أخی المجاهد قادر على توعیة شعبنا وأحزابنا ورجالنا السیاسیین. فعندما تتجسد سنن الله وآیاته القرآنیة على یدیک ویشاهدون انتصاراتک المتتالیة بالرغم من قلّة تجهیزاتک وکثرة إمکانات العدوّ، یزدادون أیمانا بهذه السنن الثابتة.

ومن شأن جهادک هذا أن یربّی جیلا جدیدا من الرجال والناشطین السیاسیین الذین ینطلقون فی اتخاذ قراراتهم تجاه التهدیدات والتحدّیات العدوانیة من منطلق قرآنی، معتمدین على الله سبحانه بعد أن أیقنوا بأنه (وَما النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزیزِ الْحَکیم‏(