إن لله آياتٍ بينات في أحداث العالم وتطوّرات الزمان والمكان كما له آياتٌ في القرءان. إنه تعالى يهدي الناس ويدلهم على الطريق ويرشدهم إلى الهدى، لا بقرءانه فحسب، بل بأحداث الزمان أيضا. 
"وفي كل شيء له آية" والشهيد سليماني آية عظمى! كيف لا وقد أحاطت به خصائص لم تجتمع لأحد سواه؟! سيروا في الأرض فانظروا أي شهيد خطف قلوب جماهير مليونية من شتى البلدان والقارّات مثله؟ ومن مثله في فوران دمه وتحمّس ثائريه؟ وهل يشهد العالم تشييعا باهرا ومحيرا كتشييعه؟ وهل نعرف شهيدا غيره تتجدد ذكراه أسبوعيا في ساعة استشهاده؟ وهل يُعرف شهيدٌ غيره تحمل مسؤولية اغتياله إمامُ الكفرة والفجرة، الرئيس الأمريكي بنفسه؟ فهو لا محالة آية من آيات الله العظمى وحجة أراد الله أن يظهرها للناس. وإلا فما معنى كل هذه الخصائص الباهرة التي لم تتوفر ولا واحدة منها لأحد سواه؟! 
تعال الآن إلى وصية هذا الشهيد العظيم الذي حمل روحه على كفه طوال أربعين سنة، متنقلا بين السواتر والخنادق وساحات القتال. لنقف قليلا عند وصية هذا القائد المخضرم الخبير الذي نصره الله عشرات المرات في شتى الساحات؛ هذا الشهيدِ الحكيم العظيم الذي ظهرت على يديه المعاجز والكرامات.
لقد ترك هذا الشهيد في وصيّته جميع الفضائل والمحاسن من صنوف البر والخير والآداب الحسنة والأخلاق الحميدة، بل وحتى الثقافة والصناعة والعلم والفن، ولم يوصِّ إلا بأمر واحد؛ دعم الثورة الإسلامية ونصرة قائدها الخامنئي. بذلك وصّى مجاهدي العالم الإسلامي شيعةً وسنة، والشعب الإيراني، وأبناء مدينته كرمان، والمسؤولين ورجال الدولة، والقوات العسكرية والعلماء والمراجع. (إِنَّ فِي ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ).