رشحات فكري وقلمي

۳ مطلب در ژانویه ۲۰۲۲ ثبت شده است

60ـ إنه آية عظمى

 إن لله آياتٍ بينات في أحداث العالم وتطوّرات الزمان والمكان كما له آياتٌ في القرءان. إنه تعالى يهدي الناس ويدلهم على الطريق ويرشدهم إلى الهدى، لا بقرءانه فحسب، بل بأحداث الزمان أيضا. 
"وفي كل شيء له آية" والشهيد سليماني آية عظمى! كيف لا وقد أحاطت به خصائص لم تجتمع لأحد سواه؟! سيروا في الأرض فانظروا أي شهيد خطف قلوب جماهير مليونية من شتى البلدان والقارّات مثله؟ ومن مثله في فوران دمه وتحمّس ثائريه؟ وهل يشهد العالم تشييعا باهرا ومحيرا كتشييعه؟ وهل نعرف شهيدا غيره تتجدد ذكراه أسبوعيا في ساعة استشهاده؟ وهل يُعرف شهيدٌ غيره تحمل مسؤولية اغتياله إمامُ الكفرة والفجرة، الرئيس الأمريكي بنفسه؟ فهو لا محالة آية من آيات الله العظمى وحجة أراد الله أن يظهرها للناس. وإلا فما معنى كل هذه الخصائص الباهرة التي لم تتوفر ولا واحدة منها لأحد سواه؟! 
تعال الآن إلى وصية هذا الشهيد العظيم الذي حمل روحه على كفه طوال أربعين سنة، متنقلا بين السواتر والخنادق وساحات القتال. لنقف قليلا عند وصية هذا القائد المخضرم الخبير الذي نصره الله عشرات المرات في شتى الساحات؛ هذا الشهيدِ الحكيم العظيم الذي ظهرت على يديه المعاجز والكرامات.
لقد ترك هذا الشهيد في وصيّته جميع الفضائل والمحاسن من صنوف البر والخير والآداب الحسنة والأخلاق الحميدة، بل وحتى الثقافة والصناعة والعلم والفن، ولم يوصِّ إلا بأمر واحد؛ دعم الثورة الإسلامية ونصرة قائدها الخامنئي. بذلك وصّى مجاهدي العالم الإسلامي شيعةً وسنة، والشعب الإيراني، وأبناء مدينته كرمان، والمسؤولين ورجال الدولة، والقوات العسكرية والعلماء والمراجع. (إِنَّ فِي ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ).

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

59ـ إنها نتاج مصائب العباس

إن ما سجّله أبناء مدرسة أهل البيت عليهم السلام على مرّ التاريخ ولا سيما في عصرنا الحاضر من صور المقاومة والشجاعة والغيرة ورفض الذّل أكثر وأروع بكثير من باقي الأمم على الرغم من شدّة العداء على الشيعة وكثرة التطاول عليهم. ما أكثرَ الشعوبَ المظلومة والمضطهدة التي استُعبدت وهتكت أعراضُها بل نُهبت نساؤها إماءً، أما الشيعة فتاريخهم لا يحكي عن مثل هذه المآسي إلا ما ندر. فلم تُستَبَح مدينةٌ شيعيّة كما استبيحت المدينةُ في واقعة الحرّة ولم يظفر الأعداء باستعباد رجال ونساء من الشيعة كما فعلوا ببعض الشعوب الأفريقيّة أو ما فعلت داعش بغير الشيعة.
ما الذي يملكه الشيعة ويفقده الآخرون؟! ولمن الفضل يا ترى؟! 
الفضل كله لأبي الفضل العباس عليه السلام! لقد بكينا نحن الشيعة جيلا بعد جيل على العباس لا حزنًا على مصابه فحسب، بل إعجابًا بحميّته وفخرًا بغيرته واعتزازًا بشجاعته وابتهاجًا بقامته واغتباطًا بهيبته أيضًا. بكينا على خيبة أمله في الدفاع عن بنات رسول الله أكثر من بكائنا على جراحه ومصرعه. لقد تجرّع العبّاس يوم عاشوراء لوعة خيبة الأمل في الذبّ عن حرم رسول الله، واللهُ وحده يعلم كيف تقطع قلبه حزنًا على سبيهم. إن بلاءً كهذا قدره الله لعبده الصالح يوم عاشوراء، فقد حال بينه وبين كلّ طموحه وأمانيه من المبارزة في الميدان بين يدي أخيه الحسين وسقي حرم رسول الله والحفاظ عليهن من السبي. إنها لصفقة مربحة بين المولى والعبد؛ سلبه كلّ شيء ليعطيه كلّ شيء. لقد أطلق الله يدي العباس ومكّنه من أن يدسّ في عروق كل من فُجِع بمصابه جُرَعًا من الغيرة والحمية والشجاعة ما حفظت بها أعراضنا على مرّ العصور وفي خضم عداء ألد أعداء الحق. نعم لم يعد العباس خائبًا في الحفاظ على أعراض شيعة أمير المؤمنين عليه السلام. 
ها قد تركت مصائب العباس أثرها في نفوسنا ولم يتجسد كل أثرها فينا بعد. المستقبل إن شاء الله زاهر ومشرق وسيخرج جيل من الشباب لهم هيبة في قلوب الأعداء وبهم سينصر الله مهدي هذه الأمة. إنهم نتاج مصائب العباس بل هديةٌ إلى المهديّ(عج) من عَمِّه.

 

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري

58ـ شكرا للقرايات

إن قسمًا من قوّات الحشد الشعبيّ المبارك قد انطلقوا إلى ساحات القتال بشحنة حبّ الحسين عليه السلام ولم يخرّجهم إلّا مواكب المآتم والعزاء. ولذلك فإن لهذه المجالس فضلًا على حياتنا ووجودنا وأمننا وأعراضنا، لما ربّت من مجاهدين أبطال وشجعان جاهدوا دفاعا عن الدين والعزّ والكرامة. لا يشارك الشهيدَ في أجره والداه فحسب، بل كلّ من ساهم في تكوين بيئته التي نشأ وتربّى فيها شجاعًا وعزيزًا وثائرًا، شريك وله حصّته من أجره. فطوبى للشاعر الحسينيّ الذي كانت لأبياته دور في تربية جيل يأبى الظلم ولا قِبَل له بالذّل. وهنيئًا لكلّ صاحب موكبٍ جاهد بماله في سبيل سيّد الشهداء، فنشأ بعده شباب هان عليهم الجهاد بأنفسهم ورَخُصَت دون الحسين أرواحهم. وهنيئًا لكلّ أمّ غذّت طفلها بحبّ الحسين عليه السلام ليكون مستعدًّا لتقبّل كلّ معاني الخير ورافضًا بفطرته وروحه الحسينيّة كلّ أشكال الشرّ. وبارك الله في الخطيب الحسينيّ الذي قرأ على الناس كلمات أبي الأحرار عليه السلام، فترك بصمة أثره في نفوسٍ أبيّة لا تبايع الظالم وتجتنب الطاغوت.
 

۰ تعداد التعليقات موافقين ۰ مخالفين ۰
مقدام باقر الحيدري