إن قسمًا من قوّات الحشد الشعبيّ المبارك قد انطلقوا إلى ساحات القتال بشحنة حبّ الحسين عليه السلام ولم يخرّجهم إلّا مواكب المآتم والعزاء. ولذلك فإن لهذه المجالس فضلًا على حياتنا ووجودنا وأمننا وأعراضنا، لما ربّت من مجاهدين أبطال وشجعان جاهدوا دفاعا عن الدين والعزّ والكرامة. لا يشارك الشهيدَ في أجره والداه فحسب، بل كلّ من ساهم في تكوين بيئته التي نشأ وتربّى فيها شجاعًا وعزيزًا وثائرًا، شريك وله حصّته من أجره. فطوبى للشاعر الحسينيّ الذي كانت لأبياته دور في تربية جيل يأبى الظلم ولا قِبَل له بالذّل. وهنيئًا لكلّ صاحب موكبٍ جاهد بماله في سبيل سيّد الشهداء، فنشأ بعده شباب هان عليهم الجهاد بأنفسهم ورَخُصَت دون الحسين أرواحهم. وهنيئًا لكلّ أمّ غذّت طفلها بحبّ الحسين عليه السلام ليكون مستعدًّا لتقبّل كلّ معاني الخير ورافضًا بفطرته وروحه الحسينيّة كلّ أشكال الشرّ. وبارك الله في الخطيب الحسينيّ الذي قرأ على الناس كلمات أبي الأحرار عليه السلام، فترك بصمة أثره في نفوسٍ أبيّة لا تبايع الظالم وتجتنب الطاغوت.