إن رسالة أکثر قصص القرآن شیء واحد، وهی تقوى الله وإطاعة القائد المبعوث من قبل الله، (فاتقوا الله وأطیعون). فإذا أردنا أن نعتبر بهذه القصص نحتاج إلى العناصر الرئیسة فی القصة. إذن لابد من وجود برنامج إلهی حتى نطبقه ونتقی الله وبالإضافة إلى ذلک لابد من وجود قائد إلهی مفروض الطاعة، حتى نستطیع أن نعتبر بالقسم الآخر من رسالة هذه القصص. فلو لم یکن لنا قائد فی هذا الزمان لما تمکن الاعتبار بهذه القصص، مع أننا أمرنا بأخذ الدروس والعبر منها (لَقَدْ کاَنَ فىِ قَصَصِهِمْ عِبرْةٌ لّأِوْلىِ الْأَلْبَاب) یوسف: 111

وعندما نشاهد أن الله سبحانه وتعالى قد کلف الناس على مرّ التاریخ بإطاعتین، وهما إطاعة الله وإطاعة الرسول، عند ذلک لا یمکن أن یغیر الله سنّته فی زمن من الأزمان ویحذف نصف دینه ویسقط تکلیف إطاعة الرسول أو الإمام أو القائد عن الناس. 

لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بإطاعتین حیث قال: (یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا أَطیعُوا اللَّهَ وَ أَطیعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَکُم) محمد: 33وقد یفهم من هذه الآیة أنّ التمرّد على الرسول یبطل أعمال الإنسان فی إطاعة الله کالصلاة والصیام وباقی العبادات. 

هنا یستطیع المؤمن بولایة الفقیه أن یعمل بهذه الآیة ویعتبر بکل قصص القرآن بدون مشکلة، إذ هو یعتقد أن ولایة الفقیه هی امتداد لولایة الرسول کما قال الإمام الخمینی (قدس سره). أما الذی لم یؤمن بولایة الفقیه أو لم یؤمن بالولی الفقیه الحق، فلا سبیل له للعمل بهذه الآیة، إذ تصبّ کل عباداته وأعماله فی إطاعة الله لا إطاعة الرسول وهذا لیس کافیا.