يومَ بُعث النبي ص في مكة ولم يؤمن به إلا عليّ وخديجة عليهما السلام،  وحينَ كانوا يصلون معا في أوج الغربة والقِلّة، أي عربي أو قرشيّ قد استطاع أن يدرك حجم هذا الحدث وعِظَم هذا النبأ المتمثل بمبعث النبي صلى الله عليه وآله؟ ومن كان يُصَدِّق بأن هذا الحدث سيشكل أعظم منعطف في التاريخ؟ 

لقد جرت سنة حياة البشر على أن لا تُدرَك عظمة الأحداث إلا بعد مضي أحقاب من الدهر، ولا يُعرف قدر الأشخاص ألا بعد سنين طوال. 

أما أولو الأبصار وألو الألباب فهم يرون في الأحداث والأشخاص ما لا يراه سائر الناس.

كان الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه الذي مرت علينا ذكرى استشهاده، نموذجا رائعا من أولي الأبصار،  فإنه ـ على ما ذكر السيد محمود الهاشمي أحدُ أبرز تلاميذه - بعد ما اطلع على تقرير الدرسين الأوّلين لسلسلة دروس الإمام الخميني قدس سره في ولاية الفقيه،  قال لتلاميذه: فليحضر من استطاع في هذا الدرس فإنه سيُحدث نقطة عطف في تاريخ الإسلام.