إن من شأن مجالس الفاتحة هو أن تكون فرصة تعزيةٍ للمعزّى وتذكرة للمعزّي. بحيث يدخلها الإنسان فيتذكر الموت ويخشع قلبه بالإنصات إلى القرآن ويبكي بذكر مصاب الحسين (ع) ومن ثم ينشط على العبادة وينأى بنفسه قليلا عن الدنيا وشهواتها ويتذكر الهدف من خلقه والغاية التي يجب أن يصبو إليها. ولكن أصبحت مجالس فواتحنا أشبه بمجالس العرس، إذ يحضرها الناس بغاية إناقتهم وأجدّ سترهم وأربطتهم، ثمّ يجلسون على الأرائك متقابلين يطاف عليهم بكأس من قهوة وشربة ماء وشاي. ثمّ تجد كلّاً يحاور صاحبه بحديث من أحاديث الدنيا وهم عن صوت القرآن لغافلون. فلا تكاد تجد فارقا ملحوظا بين بعض الفواتح والعرائس لولا صوت القرآن وترحّم الحاضرين على من أعاد الفاتحة حين قدومهم وعند الرواح.