لا تعني المشاركةُ في الانتخابات وانتخابُ أحد المرشّحين هو الرضا عن كلّ ما فعل المرشّح وما سيفعل، ولا تعني تحملَ مسؤوليّة كل ما سيقوم به من فعل أو قول. كما ليس المقصود من القائمة الأفضل، القائمةُ المعصومون أعضاؤها، ولا يراد من المرشح الأفضل، هو المرشح المعصوم عن الخطأ والذي يحظى بالنزاهة الكاملة.

يبدو أن قد التبست الأمور على بعض أهلنا وإخواننا الذين هم المعوَّل عليهم في الساحة السياسيّة التي لها تأثيرها المهم والجذري في جميع ساحات الحياة، حتى أصبحنا لا نجد بدّا من توضيح البديهيّات والمسلّمات والتأكيد على ما لم نكن نتوقع أن يختلف فيه اثنان. 

فمن جملة هذه البديهيّات هي أنه لا تكمن أهمية الانتخابات في انتخاب الأفراد الذين ننتخبهم وحسب، بل هناك غرض آخر رئيس ومهم جدّا يدفعنا إلى صناديق الاقتراع وهو حجز المقاعد وصدّ بعض المرشّحين عن حيازتها. نعم لو كان من الممكن أن نحجز المقاعد من دون أن نُجلس عليها أحدا، لكان ذلك طريقا آخر هو أهون من مقاطعة الانتخابات برمّتها، ولكن لا سبيل إلى ذلك إلا عبر انتخاب مرشّح أو قائمة.

لنفترض ـ على سبيل الافتراض ولا الحكم مع اعتذاري عن كل مرشِّح شريف ونزيه ـ أن كلّ المرشّحين هم سرّاق بيت المال ولا تهمّهم إلا جيوبهم، ولكن كيف إذا علمنا بوجود مرشّحين إرهابيّين قد شمّروا عن سواعدهم لقتلنا وذبحنا مضافا إلى نهبنا؟! فبمن نريد أن نبعد أولئك الإرهابيين عن مقاعد المجلس؟! وهل هناك طريق غير المشاركة في الانتخابات وانتخاب أقل المرشّحين فسادا وأهونهم شرّا؟!