سلام الله على أمیر المؤمنین (علیه السلام) حیث کان یمشی فی الأسواق ویقول: الفقه ثم المتجر [النهایة للشیخ الطوسی: 371]

إن هذه الکلمة الرائعة وإن کانت فی شأن التجارة والمتجر ولکنها لیست خاصة بذلک. حیث إننا إذا أردنا أن ندخل فی أیة ساحة وشأن من شؤون الحیاة، یجب أن نتعلم فقه ذلک ونرى ماذا قال الإسلام فیه.

من جملة هذه الساحات هی ساحة العمل السیاسی. الدخول فی الساحة السیاسیة والتحرک السیاسی أیضا له فقه خاص وهناک حدود حددها الشرع لا یجوز أن یتعداها الإنسان المسلم.

فقد ذکر الإسلام الکثیر من الأصول المهمة فی العمل السیاسی. وعندما یذکرها ویثبتها فی القرآن یعنی أن هذه الأصول أصول ثابتة وخالدة.

فقد تکلم القرآن عن الکفار والأعداء فی عدة آیات. ومن الصفات التی یذکرها عنهم، هی أن عداء هؤلاء لنا عداء مطلق، إذ لا یتراجعون عن عدائهم لنا أبدا. هم لا یریدون أی خیر لنا (مَّا یَوَدُّ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِکِینَ أَن یُنَزَّلَ عَلَیْکُم مِّنْ خَیْرٍ مِّن رَّبِّکُمْ) [البقرة: 105] وکذلک یغتمون ویحزنون بکل حدث ینفعنا أو یسرنا، ویفرحون بکل سیئة تصیبنا (إِن تَمْسَسْکُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْکُمْ سَیِّئَةٌ یَفْرَحُواْ بِهَا) [آل عمران: 120] وما دمنا متمسکین بدیننا فهم أعداؤنا ویعادوننا لیلا ونهارا (وَلاَ یَزَالُونَ یُقَاتِلُونَکُمْ حَتَّىَ یَرُدُّوکُمْ عَن دِینِکُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) [البقرة: 217]

هذه معلومات قیمة قد أسفر عنها القرآن عن خصائص الأعداء وشدة عدائهم للإسلام والمسلمین، ولکن مع الأسف الشدید ترى بعض الأشخاص یخوض فی عالم السیاسة فی مختلف ساحاته وکأنه غیر مسلم ولا یؤمن بکتاب اسمه القرآن.

فتجده یقول: "أمریکا دولة صدیقة" والآخر یقول: "عندنا مصالح مشترکة مع أمریکا" والآخر یصرح: "أمریکا ترید أن توفر الأمن فی المنطقة ولکن الصدامیون والتکفیریون یعارضونها" وفلان من الرجال یقول: "یجب أن تبقى أمریکا فی العراق لتحمینا عن الإرهابیین"...
فکل هذا الکلام على أحسن تقدیر ناتج من عدم الوعی الدینی فی موضوع "ماهیة أعداء المسلمین".