إن بعض المجتمعات و الشعوب محرومة من وجود الأعداء، أو لم یلفتوا نظر أعدائهم . ولکن نحن المسلمون و خاصة نحن أتباع أهل البیت (علیهم السلام) فنحظی بوجود عدو لدود حقود لا یغفل عنا و عن عدائنا طرفة عین.
أعداؤنا أي الحکومة الأمریکیة والبریطانیة و الکیان الغاصب الإسرائیلی، هم الآن تحملوا بدلا عنا أعباء دراسة شعوبنا واحصاء نقاط ضعفنا وقوتنا. هم الآن یدرسون دیننا وکتابنا ونظریاتنا وسیاسة قائدنا و... لکي یحصلوا على الطریقة والخطة المثلى للقضاء علینا.

فأصبح یعلم جیدا عناصر قوتنا، إذ هو الذي یتلقى الصفعات واللطمات على وجهه، فیعلم مصدرها ومنشأها جیدا.

فهم یخططون بهذه البصیرة والدقة العالیة للقضاء علینا ویحاولون أن یغذونا کما یشاؤون. ألا ینبغی أن نغتنم هذه الفرصة ونسمع کلامهم ونستفید منه جیدا؟

تقاریر الأعداء وکلامهم معنا وإرشاداتهم لنا، هی من أهم عوامل سعادتنا فی الدنیا والآخرة، ولکن یجب أن تترجم عکسا فقط.

فإذا رأیناهم یضربون على وتر القومیة والعروبة وبدأوا یروجون لهکذا أدبیات وألفاظ من قبیل الوطن العربی والفکر العربی والدول العربیة والمکتبة العربیة و البطیخ العربی والطماطا العربیة... وهم غربیون بعیدون کل البعد عن العروبة، فلابد أن نعلم بأنها خطة لإبعادنا عن الإسلام. فینبغی أن نبتعد من هذا الفکر الشیطانی.

وإذا رأیناهم یروجون فکرة فصل الدین عن السیاسة، یجب أن نعلم بأنها فکرة ونظریة من شأنها أن تقضی على الإسلام والمسلمین برمتهم. فلابد أن نترکها ونتوقاها و نجعل سیاستنا دیانة ودیانتنا سیاسة.

وعندما نرى إعلامهم یحاول أن یفرق بین المسلمین بشتى الوسائل وخاصة عن طریق النزاع الطائفی، یجب أن نعلم أنهم یعتبرون هذا النزاع بصلاحهم ویمکنهم ضرب الإسلام من خلاله.

وإذا شاهدنا فضائیاتهم تتکلم على إیران وحزب الله و تتهمهم بتهم کثیرة وتعتبرهم إرهابیین، یجب أن نعلم بأنهم یریدون إبعاد الشعوب عن إیران وحزب الله. فیصبح تکلیفنا بطبیعة الحال هو الدفاع والولاء لهما مهما شاهدنا من أخطاء وثغور.

وإذا رأیناهم یحاولون بشتى الوسائل أن یعطوا صورة مشوهة عن ولایة الفقیه وولی الفقیه، فلابد أن نعلم بأنها قد قصمت ظهرهم وهم یخافون جدا من إقبال المسلمین وتعرفهم على ولایة الفقیه.

وهکذا وبهذه الطریقة السهلة، یمکن أن نخطو خطواتنا نحو کمالنا وازدهارنا وأن نکسر العدو. وهذا کله بالاستفادة من تجاربهم وکلامهم وخبرتهم العریقة فی هذا المجال. ألا یصح أن نعتبرهم نعمة من نعم الله علینا التی لا تحصى؟